تظل زيارة طبيب الأسنان واحدة من الأحداث المقلقة والمخيفة للصغار، وقد يصل الأمر لنوبة هلع تصيب الطفل بمجرد جلوسه على كرسي الفحص خاصةً إذا كان من ذوي الاحتياجات الخاصة، الأمر الذي جعل استخدام الغاز الضاحك للأطفال منقذًا للأمر، وعلى الرغم أن استخدام غاز الضحك في عيادات الأسنان بدأ منذ سنوات طويلة، فإن البعض لا يعلم عن هذا الغاز واستخداماته، وخواصه المهدئة، وهو ما سنركز عليه من خلال المقال.

ما هو الغاز الضاحك للأطفال؟

الغاز الضاحك أو كما يُعرف علميًا بأكسيد النيتروز (N2O) هو غاز عديم اللون ذو رائحة حلوة، ويسبب عند استنشاقه تأثيرًا مبهجًا وعدم الإحساس بالألم؛ لذا يُعرف أيضًا بالغاز السعيد.

لا يتسبب الغاز الضاحك بالضرورة في الضحك دائمًا، ولكنه يمنح شعورًا بالخفة والبهجة لفترة مؤقتة، وعادةً ما يزول هذا التأثير مع إيقاف استنشاقه.

اكتشف الكيميائي الإنجليزي جوزيف بريستلي أكسيد النيتروز في عام 1772؛ واستُخدم منذ أكثر من 200 عام كمخدر للعمليات البسيطة بفضل خواصه المخدرة والمسكنة للألم والمضادة للقلق، وبدأ استخدامه في طب الأسنان عام 1844.

استُخدم الغاز الضاحك في طب الأسنان بغرض تهدئة المرضى الذين يتوترون من زيارة طبيب الأسنان وتسكين الألم، إذ يُخلط مع الأكسجين ويُستنشق من خلال قناع صغير عبر الفم والأنف؛ ليساعد المريض على الاسترخاء.

الغاز الضاحك ليس منومًا، ولكنه فقط يعمل على الاسترخاء في أثناء الإجراء الذي يقوم به الطبيب؛ لذا فإن المريض يكون قادرًا على سماع الطبيب والاستجابة لأي توجيهات يطلبها منه، وهو طريقة مثالية للمساعدة على تقليل آلام الطفل وقلقه في أثناء علاج الأسنان، كما يساعد على تقليل التقيؤ وهو رد فعل شائع لدى بعض الأطفال بمجرد إدخال الطبيب لأدواته في الفم.

فيما يستخدم الغاز الضاحك للأطفال؟

يُعد استخدام الغاز الضاحك من أكثر الطرق الشائعة للتخدير في طب الأسنان، وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب أسنان الأطفال (AAPD) باستخدام أكسيد النيتروز مع الأطفال:

الخائفين أو القلقين أو غير المتعاونين.
ذوي الاحتياجات الخاصة.
الذين يعانون من رد فعل بلعومي (يتقيئون بمجرد إدخال أدوات الأسنان في أفواههم).
الذين لا يستجيبون بشكل كافِ للتخدير الموضعي.
الصغار في العمر والذين يحتاجون إجراءات تستغرق وقتًا طويلًا.
النشطين حركيًا.
يؤثر أكسيد النيتروز في الجسم بطرق مختلفة، إذ يعمل على:

منع إرسال الإشارات العصبية التي تحفز الشعور بالقلق.
إفراز النور أدرينالين الذي يثبط إشارات الألم في جميع أنحاء الجسم.
زيادة إفراز الدوبامين، ما يتسبب في الشعور بالبهجة.
لكل ما سبق فإن الغاز الضاحك يُستخدم كمخدر ومهدئ للأطفال في عيادات الأسنان.

اقرأ أيضًا: التهاب اللثة

خطوات علاج أسنان الأطفال بالغاز الضاحك

قبل الإجراء، سيطلب الطبيب موافقة الأب أو الأم على استخدام الغاز الضاحك، وعادةً ما يُعطى الغاز الضاحك للبالغين عبر قناع يغطي الفم والأنف، أما في حالة الأطفال يضع الطبيب قناعًا بلاستيكيًا على أنف الطفل فقط، ويتدفق أكسيد النيتروز مع الأكسجين عبر القناع.

بعد تثبيت القناع، يتدفق الأكسجين فقط لبضع دقائق حتى يعتاد الطفل على الأمر، ثم يبدأ الغاز الضاحك في التدفق مع الأكسجين طوال فترة الإجراء.
في بعض الأحيان، تُضاف بعض الروائح اللطيفة لتحفيز الطفل على ارتداء القناع واستنشاق الغاز.
يبدأ تأثير الغاز الضاحك في غضون بضع دقائق، وكما ذكرنا فهو لا يتسبب في تنويم الطفل، لكن يجعله هادئًا ويظل قادرًا على الرد على الطبيب واتباع تعليماته والاستجابة له.
بمجرد أن يستنشق الطفل الغاز الضاحك، سيشعر أن رأسه خفيف كأنه في حلم، وذراعيه وساقيه ثقيلتان، وقد يشعر بوخز خفيف في أطرافه.
بعد الانتهاء سيزيل الطبيب القناع وسيتعافى الطفل من آثار غاز الضحك خلال بضع دقائق. قد يُعطى الطفل الأكسجين فقط للتخلص من آثار أكسيد النيتروز تمامًا قبل خروجه من العيادة.